‎07:10 م ‎12/‎03/‎2003 عبد الكريم الكابلي

 

 

 

 

 

 

دليل المواقع  |القرصنة  | الصفحة الرئيسية | من أنا |  كابلي|مكونات الكمبيوتر

 

 

الاسم الكامل لمبدعنا الأستاذ عبد الكريم عبد العزيز الكابلي ويقال أن كابلي أتت من كابول التي جاء منها أبوه

 

                                                                                      

 

جاء عبد الكريم عبد العزيز الكابلي من شرق السودان الجميل ... تلك البقاع المترعة بالفن والزاخرة بالجمال والبهاء - فالبحر الأحمر .. اغرودة .. وكسلا الوريفة .. زغرودة .. وأرض البطانة فيثارة تبث جميل الكلام وروائع الشعر الشعبي .. وقدمت هذه المنطقة لوطننا .. وطن الفن والابداع كوكبة من المبدعين من بينهم حسين بازرعة والحلنقي وحيدر والتاج مكي وأبو آمنة وكجراي .. وقال الاستاذ السر احمد قدور خلال لقاء برنامج تلفزيوني أن أبراهيم الكاشف ينتمي إلى مدرسة البحر الأحمر الفنية التي ينتسب اليها الاستاذ الكابلي ايضاً وتلألأ نجم الكاشف في عاصمة الجزيرة.

والاستاذ السر قدور شاعر ، وناقد فني وملحن ومخرج وممثل ويحق لنا ان نطلق عليه لقب (الفنان الشامل) فهو موسوعة لتاريخ الفن السوداني .. ويحيط احاطة كاملة بشعرائه وفنانيه واغنياته .. بل والحان الاغنيات التي يستطيع أن يؤديها بصوته باقتدار وعلى نحو رائع . وعاد قدور مؤخراً إلى أرض الوطن بعد غيبة طويلة في قاهرة المعز قضاها سفيراً للفن السوداني فاحتفت به الاوساط الفنية والادبية والاعلامية في الخرطوم .

ان طيب المعشر وخفة الظل سمة من سمات أهل الفن ونجوم المجتمع .. والسر أحمد قدور .. احد هؤلاء.

عبد الكريم الكابلي :

وإنتقل الكابلي إلى مدرسة التجارة بام درمان التي كانت النبع الثر الذي يغذي المصارف السودانية ودوائر المال والحسابات ودنيا الاعمال بالموظفين والمحاسبين الأكفاء .. ثم التحق بالهيئة القضائية وقضى فترة في محكمة مروي ... وهام بهذه المدينة الجميلة .. ومجدها (بأوبريت مروي) وهو أشبه بثوب قشيب موشى بالألوان والظلال الزاهية ويعتبر اضافة حقيقية للمكتبة الغنائية السودانية ولم يكن انتقال الكابلي من شرق السودان حدثا عابراً لا يؤبه له .. ولم يكن اضافة فرد واحد لتعداد حاضرة السودان .. ولكنه شكل حضوراً فاعلاً .. واسهم بقدر وافر في دفع حركة الفن في البلاد واستطاع بما لديه من فن أصيل وغنائية متفردة ودراية بروائع الفنون الشعبية السودانية وبعيون الشعر العربي الرقيق ودرر الشعر الغنائي السوداني ان يساعد على تشكيل وجدان شعب السودان . فقد تعلق أهل السودان بفنه .. لانه طرق باب التراث الشعبي وأنتقى منه أجود الدرر الغوالي التي قدمها لعشاق فنه في أطباق من ذهب ...

الحسن صاقعة النجم البحمي الشهادة والنضم كل ليلة من السيف ما بهم

الحسن صاقعة النهار

يا الجلة البارودة نار

الحسن صاقعة الصباح

يا الجلة البارودة فاح

حسن يا حسن السرور

يا ود ليلة القدر

وغني :

ما هو الفافنوس ما هو الغليد البوص ود المك عريس خيله بجن عركوس

ياكا علي اب سيفاً بحد الروس

وغني «الشيخ سيروه» :

ثلاثة قدور صندلية

ثلاثة قدور محلبية

نسيبته قالت شوية

حرمان ما يدخلن عليا

وقالت الشيخ دهب الوقية

وغني :

متين يا علي تكبر تشيل حملي ؟

يا كا علي الخلاك أبوي دخري

ما دايرالك الميتة أم رماداً شح

دايراك يوم لقا وبدميك تتوشح

الميت مسولب والعجاج يكتح

يا بقة عقود السم

يا مقنع بنات جعل العزاز منجم

الخيل عركسن ما قال عداون كم

فرتاق حافلن ملاي سروجن دم

ألا يذكرنا هذا الشعر الشعبي الرفيع بعيون الشعر العربي التي جادت بها قريحة فحول الشعراء : مثل قول أبي الطيب ؟

وجيش كجنح الليل يزحف بالحصي

بالشوك والخطى حمر ثعالبه

غدونا له والشمس في خدر أمها

تطالعنا والطل لم يجر ذائبه

وقوله :

وكأن مثار النقع فوق رؤوسنا

وأسيافنا ليل تهاوي كواكبه

وغاص الكابلي في بحور الشعر العربي العذب

وانتقى لنا من درره الغوالي مثل قول أبي فراس

أراك عصى الدمع شيمتك الصبر

أما للهوى نهى عليك ولا أمر ؟

بلي انا مشتاق وعند لوعة

ولكن مثلي لإيذاع له سر

قتيلك قالت أيهم ؟ فهم كثر

وغني من شعر يزيد بن معاوية رائعته :

وأمطرت لؤلواً من نرجس وسقت ورداً

وعضدت على العناب بالبرد

وغني لعباس العقاد :

شذي زهر ولا زهر فأين الظل والنهر ؟

ربيع رياضنا ولي . أمن اعطافك النشر ؟

وبي سكر تملكني واعجب كيف بي سكر

رددت الخمر عن شفتي . لعل جمالك الخمر

وشهد الكابلي مجد الشعر السوداني وازهى أيامه في الستينات فاصطفى لمستمعيه شعراً عذباً رقيقاً استقر في وجدانهم وأزهر وأينع .. وضاع طيباً (مقيماً) في دواخلهم .. ما يزالون يستعيدونه الفينة بعد الأخرى فيعم الشذى والطيب (الفريق .. والقرى والحضر)

فلننظر إلى رائعة صديق مدثر :

يا ضنين الوعد أهديتك حبي

من فؤاد يبعث الحب نديا

ان يكن حسنك مجهول المدى

فخيال الشعر يرتاد الثريا

ان تكن انت بعيداً عن يدي

فخيالي يدرك النائي القصيا

وغني للاستاذ الحسين الحسن القانوني الضليع والشاعر المرهف:

وفي ذات يوم رقيق النسيم

كثير الغيوم قصير العمر

ذكرت مكاناً عزيزاً علي

وأنت به وأنا والأخر

ذكرت حديثك .. ذاك الخجول

وصوتك ينساب منه الخفر

حبيبة عمري تفشى الخبر

وذاع وعم القرى والحضر

وكنت أقمت عليه الحصون

وخبأته من فضول البشر

كما غني له :

أكاد لا أصدق .. أهذه الحروف كل هذه الحروف خطها بنانك المنمق بنانك المموسق ؟ لا غرو انها تأتلق .. تموج بالعبير تعبق وكفراشة تحط على الأزهار لتمتص رحيقها وتحيله إلى شهد لذيذ شهي .. حط الاستاذ الكابلي في خميلة الشعر الوطني والقومي فقدم لنا ... من الروائع ... ما أبهجنا وأطربنا واسعدنا ...

هبت الخرطوم في جنح الدجى

ضمدت بالعزم هاتيك الجراح

والتقينا في طريق الجامعة

مشهد يا موطني ما اروعه

وغني لفلسطين .. الصمود والأباء والشمم :-

سوف أكتب فوق أرضك يا فلسطين أسلمي

كما غنى للاستاذ الشاعر المبدع تاج السر الحسن (آسيا وافريقيا) التي مطلعها :

عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة

ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة

وغنى لثورة الماو ماو في كينيا بقيادة جومو كنياتا كما قدم نشيد (فتاة اليوم والغد) وهو من نظمه والحانه وادائه وكان النشيد عبارة عن كوبليهات (الكابلي - الشباب والشابات) وكان بحق إحدى روائع الاستاذ الكابلي :

الكابلي : أي صوت زار بالأمس خيالي

طاف بالقلب وغني للكمال

واذاع الطهر في دنيا الخيال

واشاع النور في سود الليالي

الفتيات (مجموعة) : انه صوتي انا

ابنة النور انا

انه صوتي انا ... زادني العلم سنا

أو تدري من أنا ؟

انا ام اليوم اسباب الهنا

انا من دنياكمو أحلى المنى

الشبان (مجموعة) : ان عزمي من فتاتي

مستمد فهي ذاتي

ومن الطرائف التي رواها الكابلي خلال أحد اللقاءات الاذاعية .. انه كان يسير ذات يوم في أحد طرقات العاصمة فاستوقفته أسرة مكونة من الأب والام والاطفال وقالت له الام (بالطبع لم تعد تذكرني بعد كل هذه السنوات فقد كنت أحدى الطالبات الصغيرات اللائي اشتركن معك في أداء (نشيد فتاة اليوم والغد)

واستطاع الكابلي بما لديه من قدرات ان يرتقي بجيلنا إلى مستوى الاحداث السياسية التي انتظمت العالم حين بلغت الحركات الوطنية وحركات التحرر أوجها .. واستطاع ان يربط شعبه ربطاً وثيقا بحركات التحرر في الجزائر ذلك النضال الاسطوري الذي اسفر عن انتزاع هذا البلد المناضل من بين فكي الاستعمار الفرنسي ... وغني الكابلي «فضة» التي مطلعها ....

اغلي من لؤلؤة بضة

صيدت من شط البحرين

لحن يروي مصرع «فضة»

ذات العينين الطيبتين

لم تبلغ سن العشرين وإختارت جيش التحرير

للاستماع الي أغاني الاستاذ كابلي يمكن زيارة هذا الموقع السودان اليوم

دليل المواقع  |القرصنة  | الصفحة الرئيسية | من أنا |  كابلي|مكونات الكمبيوتر

 

جميع الحقوق محفوظة© لموقع محمد إبراهيم العبيد